منتدى وجه القمر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةوجه القمرأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حرب العراق لم تمنع الإرهاب من الوصول إلى لندن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Amore

Amore


عدد المساهمات : 379
نقاط : 55583
تاريخ التسجيل : 02/11/2009
العمر : 32
الموقع : www.w-2amar.yoo7.com

حرب العراق لم تمنع الإرهاب من الوصول إلى لندن Empty
مُساهمةموضوع: حرب العراق لم تمنع الإرهاب من الوصول إلى لندن   حرب العراق لم تمنع الإرهاب من الوصول إلى لندن I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 07, 2009 9:12 am

لم يحدث أن شاهدت المجلس العمومي ممتلئا وهادئا كما كان أخيرا عندما انعقد اجتماع فيه لمناقشة تفجيرات لندن. فقد ساده سكون ورهبة وهو الذي عادة ما يكون صاخبا وغير منظم. وكان يوحد جميع من في القاعة الصدمة والحزن وهو في العادة منجم من المشاعر الحماسية. حتى إن إيان بيسلي ناشد الصحافة ألا تكرر الخطأ الذي ارتكبته في إيرلندا الشمالية عندما طلب الصحافيون من الأقرباء التعليق قبل أن يبلغوا إن كان أحباؤهم قد ماتوا أم لا.

يجب أن يكون أول رد فعل على مثل هذه الكارثة الإنسانية هو التعاطف مع ألم المصابين وفاجعة الذين فقدوا أعزاء عليهم. نتأثر أكثر من الموت الناجم عن مثل هذه الفاجعة لأننا نعرف أن احتمال اختفاء الأزواج والأطفال والأهالي غير المتوقع عادة ما يكون أصعب من فقدانهم جراء موت طبيعي.

وربما يصعب تحمل فقدان الأعزاء أكثر نظرا لصعوبة معرفة سبب وقوع الحادث. سنحيي في عطلة نهاية الأسبوع المقبلة ذكرى بطولة جيل دافع عن بريطانيا خلال الحرب الأخيرة. وقبل الاحتفال بالذكرى سردت عدة قصص عن شجاعة أولئك الذين خاطروا بحياتهم وفقدوها في بعض الأحيان من أجل التغلب على الفاشية. وهذه القصص تقدم أمثلة مؤثرة ومتواضعة عن مقدرة الروح الإنسانية، ولكن أقرباء الرجال والنساء الذين ماتوا كانوا يعلمون حينذاك لماذا كانوا يحاربون. لكن ماذا يا ترى كان الهدف من وراء هذه الجرائم التي تخلو من الإحساس؟ ومن يا ترى يستطيع أن يتخيل أن لديه قضية قد تستفيد من هذه المذبحة التي ليس لها معنى؟

في الوقت الذي كنت أكتب فيه هذا المقال لم تكن قد ظهرت بعد أي جماعة حتى لتفسير سبب شن الهجمات. قد نحصل في الأيام القليلة المقبلة على عنوان موقع إلكتروني أو رسالة مسجلة تلفزيونيا تحاول أن تبرر المستحيل، ولكن ليس من لغة يمكنها تقديم تفسير منطقي لمثل تلك المذبحة التعسفية. ومن المحتمل أن يعتمد التفسير عند تقديمه، ليس على المنطق بل على إعلان هوية متطرفة مهووسة لا تترك متسعا للتعاطف مع الضحايا الذي لا يشتركون في هذه الهوية.

وصف رئيس الوزراء هذه التفجيرات باعتبارها هجوما على قيمنا كمجتمع. علينا أن نتذكر في الأيام القليلة المقبلة وجود مشاعر احترام وتسامح متبادلة بين أولئك الذين ينتمون إلى خلفيات مختلفة ثقافيا وعرقيا. فقبل الحادث بيوم كانت لندن تحتفل بفوزها بألعاب الأولومبياد، جزئيا من خلال كشفنا للعالم عن نجاح إنجازاتنا متعددة الثقافات. لا شيء سيسر أولئك الذين زرعوا القنابل أكثر من أن تثير أعمال العنف الشك والعدائية إزاء الأقليات في مجتمعنا. إن هزيمة الإرهابيين تتضمن أيضا التغلب على اعتقادهم السام بأن الناس الذين ينتمون إلى أديان وأصول عرقية مختلفة لا يمكنهم التعايش.

في غياب أي إعلان عن المسؤولية عن حادث لندن من أي جهة كانت، سنرى فيضا من المقالات تحلل خطر الإسلام المسلح. ومن المفارقة أن يصادف ذلك نفس الأسبوع الذي سنحيي فيه الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة سربرنيتشا، عندما أخفقت كل الدول الأوروبية القوية في حماية 8 آلاف مسلم من أن يقضى عليهم في أسوأ عمل إرهابي ارتكب في أوروبا خلال الجيل الماضي.

لم يعد أسامة بن لادن ممثلا حقيقيا للإسلام تماما مثلما لا يمكن اعتبار الجنرال ملاديتش الذي قاد القوات الصربية في مذبحة سربنيتشا ممثلا للمسيحية. وفي النهاية يقول القرآن ما معناه أننا نخلق مختلفين ليس لكي نكره بعضنا بعضا بل لنفهم بعضنا. غير أن ابن لادن كان نتيجة خطأ ضخم ارتكبته وكالات أمنية في الحسابات. فخلال الثمانينيات سلحته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومولته دول عربية مسلمة لمقاتلة الروس في أفغانستان. في البداية كانت القاعدة ملف كمبيوتر لآلاف المجاهدين الذين جندوا ودربوا بمساعدة من وكالة الاستخبارات الأمريكية لهزيمة الروس. ولسبب غير قابل للتفسير، وبعواقب كارثية، لم يخطر على بال واشنطن، على ما يبدو، أن تنظيم ابن لادن سيحول اهتمامه إلى الغرب حالما يتخلص من روسيا.

والخطر الآن يكمن في أن رد الغرب الحالي على الخطر الإرهابي يضاعف الخطأ الأساسي. فطالما أن مكافحة الإرهاب تعد حربا يمكن الفوز بها عن طريق الوسائل العسكرية، فإنها محكومة بالفشل. وكلما زاد تركيز الغرب على المواجهة، زاد تسكيتها للأصوات المعتدلة في العالم الإسلامي التي ترغب في المناداة للتعاون. سيأتي النجاح فقط من عزل الإرهابيين ومنع الدعم عنهم والتمويل والمجندين، وهو ما يعني التركيز على الأرضية التي نشترك فيها مع العالم الإسلامي أكثر مما يقسمنا.

ومؤتمر قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى ليس أفضل ما صمم للبدء في مثل هذا الحوار مع الدول الإسلامية، بما أن أي دولة منها غير مشمولة بالعضوية المركزية. ولا واحدة منهن تشكل الدائرة الخارجية للاقتصادات المختارة الناشئة، أمثال الصين والبرازيل والهند التي دعيت لحضور قمة غلن إيغلز. لن نواجه شعور التهميش المنتشر بين الدول الإسلامية إذا لم نبذل مجهودا أكبر لضمهم إلى إطار الحكم العالمي.

ولكن لدى الدول الثماني اليوم فرصة لترد ردا شديد اللهجة من خلال البيان المشترك على آخر هجمة إرهابية. يجب أن يشمل ذلك تصريح بتصميم مشترك على إلقاء القبض على المسؤولين عن تفجيرات يوم الخميس الماضي. ولكن عليها أن تنتهز الفرصة لمعالجة أسباب الإرهاب من جذوره.

سيكون من الخطأ أن تلقي الانفجارات التي وقعت أخيرا بظلالها على تركيز الدول الثماني لجعل الفقر تاريخا. إذ إن أراضي رعاية الإرهاب موجودة في فقر الشوارع الخلفية، حيث يوفر التطرف شعورا غير حقيقي وسهل من الفخر والانتماء للشباب الذين يشعرون بأنهم محرومون من أي أمل أو أي فرصة اقتصادية لأنفسهم. وبالتالي سيكون من الأفضل لأمن الغرب لو شن حربا على الفقر العالمي بدلا من حربه التي شنها على الإرهاب.

بعد مذابح لندن على القابعين في عزلة الأجنحة الفندقية الفارهة أن يبدأوا البحث في قلوب بعض الحضور. يميل الرئيس جورج بوش إلى تبرير غزوه للعراق بقوله إنه بمحاربته الإرهاب في الخارج إنما يحمي الغرب من الاضطرار إلى مكافحة الإرهاب في الداخل. مهما يقال دفاعا عن الحرب في العراق اليوم فلا يمكن الزعم بأن الحرب حمتنا من وصول الإرهاب إلى أرضنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حرب العراق لم تمنع الإرهاب من الوصول إلى لندن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العراق..الى أين؟
» قصص عن حرب العراق تؤدي لإقالة صحافي أميركي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى وجه القمر :: ~¤¦¦§¦¦¤~المنتدى العام~¤¦¦§¦¦¤~ :: فلسطين الصمود والعراق الجريح-
انتقل الى: