نيويورك: هاوارد كارتز *
جيسون بلير كان مراسلاً لصحيفة «نيويورك تايمز» قبل استقالته الاسبوع الماضي اثر تبين اختلاقه قصة حول امرأة توفي ابنها في العراق. لكن تبين الآن ان تلك الحادثة لم تكن سوى جزء من عمليات مشابهة كثيرة.
تاني سلون، الذي قتل ابنه في العراق، قال انه لم يلتق ابداً بالصحافي الذي نشر تعليقات له وقدم عنه توصيفات خلال قداس بالكينسة. كذلك، قال غريغوري لينش، والد جيسيكا لينش التي وقعت في الاسر في العراق قبل ان تنقذها القوات الاميركية ان بلير «لم يحضر ابداً الى منزلي ولم يتحدث قط الي». وكان قد بلير كتب في مارس (آذار) الماضي قصة وقال فيها انه زار عائلة لينش في منطقة فلسطين بولاية ويست فيرجينيا، ولاحظ ان والد الاسيرة «اختنق حين كان يقف امام مدخل المنزل حيث يمكن مشاهدة حقول التبغ ومراعي المواشي، واعلن انه لا يزال متفائلاً» بامكانية نجاة ابنته. واكد غريغوري لينش انه لا يمكن رؤية اي حقول تبغ ولا اي مواش من المنزل وانما فقط اعداد قليلة من الدجاج.
وهناك حوادث اخرى تبين ان بلير اختلقها مثل نقله تصريحات عن محام في قضية قناص واشنطن، الامر الذي دعا المحامي لينفي التقاءه بالصحافي، ونقله تصريحات عن مسؤول في «جامعة ولاية كنت»، الامر الذي وصفه المسؤول بانه «محرج جداً» و«لم تكن لي فرصة الحديث معه».
هذه الحوادث المتكررة اكدت ان القصة المختلقة التي قيل انها تسببت في استقالة الصحافي البالغ من العمر 27 سنة لم تكن حادثة معزولة. وقال مسؤولون في «نيويورك تايمز» اول من امس ان الصحافي قد اخترق اخلاقيات المهنة، مؤكدين انهم بدأوا تحقيقات حول قصص كتبها طيلة السنوات الاربع الماضية.
* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»