في الوقت اللذي تتعرض فيه مدينة القدس الى اشرس حملة تهويد وتهجير وتطهير عرقي, لا نسمع من السلطه الفلسطينيه وحلفاءها ” العرب المعدَّلون ” سوى التنديد الروتيني والادانات الفارغه الذي تعوَّد عليها الاحتلال الاسرائيلي, وهي التصريحات والادانات التي لم تجدي على مدى عقود اي فائده ولم تستطع من وقف الجرافات الاسرائيليه والحيلوله دون هدم بيوت المقدسيين ودون مصادرة الاراضي والبيوت الفلسطينيه وزرعها بالمستوطنات والمستوطنين الصهاينه الذين لا يزحفون نحو الاحياء العربيه في القدس فحسب لابل يحفرون ويزحفون نحو الاقصى وباحات المسجد الاقصى المبارك على مرأى من سلطة اوسلو وعرب الرده المعدَّلون في مختبرات الامبرياليه الامريكيه اللتي تلعب دور وسيط “سلام” مُنحاز بالكامل للسياسه الاسرائيليه وداعما رئيسيا لكل اشكال الاحلال والاحتلال الصهيوني التي تُمارس يوميا في القدس وفلسطين ككل وتستهدف الشعب الفلسطيني اينما تواجد وطنا ومهجرا, ولا يمر يوما الا ونرى البيوت المقدسيه تُهدم, ولا يقف الامر عند عدة بيوت لابل يصل الى اصدار اوامر هدم بحق حارات واحياء عربيه كامله في القدس, وما إصدار قوات الاحتلال مئات من اخطارات الهدم بحق منازل الفلسطينيين في القدس بهدف ترحيل 60 ألفا من سكانها العرب , الا خير دليل على ما وصلت اليه الامور من اجرام اسرائيلي صارخ تؤكد وجوده ووقعه القاسي على الفلسطينيين مؤسات الامم المتحده حيث”دعت منظمة الأمم المتحدة مؤخرا سلطات الاحتلال الاسرائيلي إلى “تجميد” أوامر هدم اصدرتها بحق منازل العرب في القدس المحتلة، مؤكدة أن 60 ألف فلسطيني مهددون بفقدان منازلهم في القدس. وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق النشاطات الإنسانية في بيان له أن “28% على الأقل من المنازل الفلسطينية في القدس بنيت من دون تراخيص لأن بلدية الاحتلال الاسرائيلي لا تصدر إلا تراخيص محدودة للعرب في هذا الجزء منها”. بمعنى ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قد تهدم منازل 60 ألف فلسطيني على الأقل من اصل 225 ألفا يقيمون في الجزء الشرقي من القدس. وبحسب تقرير الامم المتحده اصدرت اسرائيل اكثر من 1500 أمر هدم حتى هذا اليوم في القدس. وأضاف التقرير “في حال طبقت هذه الأوامر سيؤدي ذلك إلى نزوح تسعة آلاف شخص نصفهم من الأطفال”, ولا حظوا معنا هنا معنى عبارتي ” تجميد” والبناء ” دون تراخيص”, وهن عبارتين صهيونيتين بامتياز وتدل على ان ما يسمى بهيئة الامم المتحده تطالب اسرائيل ب” تجميد ” وليست الغاء هدم البيوت الفلسطينيه, ومصطلح ” التجميد” هذا ينسجم مع مقولة واكذوبة ” البناء الغير مرخص” التي تستعملها اسرائيل ضد الوجود الفلسطيني على كامل التراب الفلسطيني وليست القدس فقط, والداني والقاصي وهيئة الامم ايضا تعرف ان اسرائيل وبنفس الاكذوبه تهدم بيوت الفلسطينيون في الجليل والنقب والقدس والخليل والضفه بهدف الاستيلاء على مناطق الوجود الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني من جهه وزرع هذه المناطق الفلسطينيه بالمستوطنين والمستوطنات من جهه ثانيه وبالتالي ما يجري في القدس هو استراتيجيه اسرائيليه ثابته منذ احتلال فلسطين حتى يومنا هذا واكذوبة البناء الغير مرخص هي باطل صهيوني محض لانه ببساطه : اسرائيل لا تمنح العرب رخص بناء فوق ارضهُم حتى تستولي عليها فيما بعد اما تحت حجة ” البناء الغير مرخص” او الزعم باستيلاء العرب على اراضي الدوله الاسرائيليه [ المفارقه ان هذه الدوله لاتملك طابو ولا كيشان يثبت ملكيتها حتى على الارض الذي بُنيّ عليها برلمان" الكنيست" هذه الدوله في القدس, وما بالك زعمها بكون القدس عاصمة اسراويل الابديه.. طابو الالفين عام المزعوم؟], واسرائيل عندما تقوم بتجميد اوامر الهدم مرحليا فهي لاتلغي هذا الهدم لابل تتركه سيفا نفسيا وماديا مسلط على رقبة من صدر الامر بهدم بيته حتى لا يتوسع في البناء او يهدم بيته بنفسه ويرحل عن المكان, وعليه يترتب القول ان هيئة الامم استعملت وتستعمل نفس المصطلح الاسرائيلي بضرورة تجميد اوامر الهدم بحق بيوت المقدسيين وليست الغاء هذه الاوامر, مما يعني ان هذه الهيئه الامميه الامبرياليه تترك قضية :ان ارض القدس ارض محتله جانبا, وتتبع التعبيرات الاسرائيليه وتعترف بالواقع اللا قانوني الذي يفرضه الاحتلال في القدس::: المطلوب ليست تجميد لابل بيان واضح يدين الاحتلال ولا يعترف باي خطوه اسرائيليه في الاحياء العربيه الفلسطينيه, ويطالب اسرائيل الانسحاب من هذه الاراضي والاحياء الفلسطينيه::: اراضي محتله غير خاضعه لا للقوانين الاسرائيليه ولا لقوانين البناء الاسرائيليه.
ليس هذا فقط لابل ان اسرائيل الذي ابتلعت من خلال المستوطنات و جدار الفصل العنصري اراضي الضفه الفلسطينيه ودمرت قرى كامله فلسطينيه تواصل حملتها الاستيطانيه دون هواده, وعندما تعلن دائرة العلاقات القومية والدولية في منظمة التحرير الفلسطينية في تقرير لها نشر مؤخرا، “ان سلطات الاحتلال صادرت واغلقت 17 الف دونم من الاراضي الفلسطينية لصالح توسيع المستوطنات وبناء جدار الضم والتوسع العنصري، خلال شهر نيسان (ابريل) الماضي، غالبيتها في القدس المحتلة”, فهذا يعني ان القدس ليست في خطر ولا تُعزل عن محيطها الجغرافي الفلسطيني فحسب لابل تتعرض هويتها العربيه والاسلاميه الى اباده جغرافيه وديموغرافيه مبرمجه على مراى من سلطة اوسلو وعرب الرده الذين يعقدون الاجتماعات ويقدمون المبادرات ويقدمون الوطن الفلسطيني والقدس على صحن من ذهب لاسرائيل وامريكا.. هؤلاء يرون بالعين المجرده ماهو جاري في القدس وفلسطين,,, ولكنهم ومع رؤيتهم الواضحه للذئب الاستيطاني الاسرائيلي الذي يفترس القدس قطعه قطعه, الا انهم يفعلون كمن يرى الذئب ويقُص ا ثره,, وقص الاثر [قصاص الاثر]يعني تتبعه وتقصيه حتى الوصول الى الهدف او الجاني او الذئب, بمعنى واضح:: عرب الرده والسلطه الفلسطينيه:: يصرون على قص اثر سياسة اسرائيل ونهجها برغم وضوح افعال اسرائيل وتهويدها للقدس ورفضها لحق العوده وابتلاعها للضفه من خلال الاستيطان والجدار.. ولا ادري على ماذا وعلى اي اساس يقدم عرب الرده مبادرات سلام في حين على الارض الفلسطينيه السلام والرحمه في ظل الهجمه الاستيطانيه الاسرائيليه الجاريه.. الذئب يقف امامك بوضوح وتراه بوضوح, ولكنك تصر على عدم رؤيته وتقص اثره بحجة الوصول اليه؟؟؟
اخطأ من ظن ان جامعة عمرو موسى وانظمة العار العربي ومعهما سلطة اوسلو, ستفعل شيئا ما لانقاذ القدس والقضيه الفلسطينيه لابل العكس هو الصحيح وهو ان هذا الوكر الخياني التضليلي المسمى بالجامعه العربيه ومشتقاتها ماهو الا قصَّاص اثر تضليلي يرى ماهو جاري في القدس وفلسطين ويسلك طرق اخرى التفافيه الى واشنطن وتل ابيب ويتوسل السلام ويطرح المبادرا ت حتى تفرض اسرائيل سياسة الامر الواقع في القدس والضفه وكامل فلسطين, لابل ان عرب الاعتلال المُعدَّلون في مختبرات واشنطن يجتمعون بزعم بحث عملية السلام وتقديم مبادرات لادارة اوباما وكأن ماقدموه هؤلاء الحثالات التاريخيه من مبادرات تفريطيه سابقه ليست قضم وتقطيع وتجزير للقضيه الفلسطينيه ولم يزيد اسرائيل وامريكا الا شراهة لمزيد من الاحلال والاحتلال والتنا زلات والاذلال…… عرب الرده ومشتقاتهم من سلطه فلسطينيه[ سليطات فلسطينيه] اوغلو واجرمو بحق القضيه الفلسطينيه الى حد انهُم اصبحوا قصاصات ورق في قصص اوراق ومطالب اسرائيل,, والان وكما هو واضح يريدون الذهاب الى واشنطن بمشروع نزع قلب ولب القضيه الفلسطينيه وهو التنازل عن حق العوده وكما يبدو الاعتراف باسرائيل ك” دوله يهوديه” حتى يُقضى على حق وجود وبقاء مليون ونصف المليون فلسطيني في الداخل الفلسطيني الداخل والمتواجد في فلسطين الام في جغرافيا الكيان الاسرائيلي من جهه وا غلاق الطريق امام حق عودة ملايين الفلسطينيين اللاجئين الى ديارهم في فلسطين من جهه ثانيه وبالتالي وكما هو واضح[ نتمنى ان لا يحدث] وان حدث وان تنازل وكلاء امريكا عن حق العوده واعترفوا بيهودية دولة اسرائيل, فيعني ان هؤلاء لبوا مطالب الترانسفير الاسرائيلي وليبرمان والصهيونيه وتنازلو عن القدس وكامل فلسطين مقابل لا شئ.. لاقدس ولا عودة لاجئين ولادوله فلسطينيه ولا شحار بين ولا حتى مقاطعه مُحرره في رام الله والحبل على الجرار حتى اشعار اخر….
من هنا لابد من القول ان عرب الرده المسمون بمعسكر ” الاعتدال” ومعهم سلطة اوسلو متورطون موضوعيا وعمليا في تهويد القدس والتأمر على حق العوده, واسرائيل اصلا لا تحسب لهم حسابا وتراهن على تواطؤهم وتخاذلهم في عملية تسريع خطوات تهويد القدس واعترافهم بها كدوله يهوديه والغاء حق العوده, ولكن لابد من القول باننا نرى ذئب الاستيطان الاسرائيلي بوضوح ولا نحتاج لقص اثره, وعليه يترتب القول ان المس بحق العوده والاعتراف بيهودية دولة اسرائيل هو خط احمريجب ان يضعه الذاهبون الى واشنطن في حسبانهم, وتعدي هذا الخط يعني الدخول في معسكر الاعداء للقضيه الفلسطينيه,, واصلا لايحق لاي نظام اورئيس عربي او اوسلوي ان يتنازل لا عن حق العوده ولا عن القدس التي رصد الاسرائيليون والامريكان لتهويدها مليارات الدولارات , بينما لم يتبرع لها العرب سوى بضعة ملايين قليله على مدى سنين, وعليه يترتب التحذير من المبادره السعوديه المعدَّله وهي التي كانت بالاصل من انتاج واخراج صحافي امريكي صهيوني !!
واخيرا وليس اخرا الجاري في القدس وفلسطين هو تهويد صهيوني مدعوم من الامبرياليه الامريكيه والانظمه العربيه وصمت منظومة اوسلو وبالتالي هنالك ذئبان يتربصان الان للقضيه الفلسطينيه والقدس وحق العوده ولا نحتاج لقص الاثر حتى نعثر عليهم وهما اسرائيل وامريكا من جهه والانظمه العربيه وسلطة اوسلو من جهه اخرى.. الصمت العربي والانظمه العربيه تشارك منذ امد في تهويد القدس والتأمر على حق العوده…. الامر واضح ولا يحتاج الى اجتراح ذكاء خاص.. احذروا من مخططات اسرائيل و عرب الرده ومنظومة اوسلو.. القدس وحق العوده ليست في خطر فحسب لابل وسط النار وفي مرمى التهويد والدمار.. انظروا كيف غرقت القدس العربيه ” جزيرة العوض” في بحر من الاستيطان والمستوطنات الاسرائيليه وما زلنا نسأل اين العرب والمسلمون منذ عقود… ماتوا وطال موتهم وصمتهم على مدينة المدائن وزهرة المدائن… القدس ياعرب!!
كاتب فلسطيني ..باحث علم اجتماع.. ديار النقب