إسرائيل قالت إن سفينة فرانكوب كانت تحمل أسلحة من إيران إلى حزب الله (الفرنسية)
بعثت إسرائيل بمذكرة احتجاج إلى كل من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإلى الأمين العام للمنظمة الأممية بان كي مون، تشكو فيها أمر سفينة "فرانكوب" التي قالت إنها ضبطت على متنها قبل يومين أسلحة متوجهة من إيران إلى حزب الله اللبناني.
وقالت المذكرة -التي بعثت بها إسرائيل يوم أمس- إن وجود أسلحة على متن السفينة وسط حاويات لمواد أخرى يعتبر "مخالفة لقرارات الأمم المتحدة"، مضيفة أن شركة الشحن الإيرانية الوطنية "آي آر آي إس إل" ضالعة في نقل أسلحة تحظرها قرارات مجلس الأمن.
البحرية الإسرائيلية اعترضت السفينة واقتادتها إلى ميناء أسدود (الفرنسية)
تهديد للسلام
واعتبرت سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة غابرييلا شاليف في رسالتها إلى بان كي مون أن "هذه الانتهاكات الخطيرة تشكل تهديدا للسلام والأمن وعدم إذعان للالتزامات القانونية الدولية".
وطلبت المسؤولة الإسرائيلية في رسالتها أيضا إلى رئيس مجلس الأمن السفير النمساوي توماس ماير هارتنغ من المجلس أن "يتخذ الإجراء المناسب في ضوء هذه الانتهاكات المتواصلة، وأن يجري مزيدا من التحريات بشأن هذه الشكوى".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعتبر في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الدفاع يوم أمس أن "تهريب الأسلحة" على متن سفينة "فرانكوب" هو "جريمة حرب" تستحق أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن جلسة لمناقشتها.
ومن جهته قال رئيس أركان سلاح البحرية الإسرائيلية العقيد راني بن يهودا إن شحنة الأسلحة التي كانت على متن السفينة -حسب قوله- كانت تكفي لأن يقاتل بها حزب الله إسرائيل شهرا كاملا.
وأضاف أنه تم العثور في السفينة على نحو أربعين حاوية مليئة بالأسلحة، وأن المخابرات الإسرائيلية تتبعتها منذ انطلاقها من ميناء إيراني، مشيرا إلى أنها توقفت في أكثر من ميناء بهدف التمويه وأبحرت من ميناء دمياط المصري متجهة إلى قبرص، ومنها كانت ستتجه إلى ميناء اللاذقية السوري لتفرغ شحنة الأسلحة.
إسرائيل عرضت صورا للأسلحة التي قالت إنها وجدتها على متن السفينة (الجزيرة)
استغلال القضية
وفي السياق نفسه قالت مصادر صحفية إن الخارجية الإسرائيلية أصدرت تعليمات كتابية إلى موظفي سفاراتها وقنصلياتها في جميع دول العالم باستغلال قضية السفينة لمزيد من الضغط على إيران.
وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن التعليمات التي صدرت أمس تقضي بالتأكيد على "انتهاك إيران لقرارات مجلس الأمن الدولي التي تحظر عليها إرسال أسلحة إلى سوريا أو حزب الله".
وكانت قوات خاصة من البحرية الإسرائيلية اعترضت السفينة على بعد نحو 150 كلم من الشواطئ بالقرب من جزيرة قبرص واقتادتها إلى ميناء أسدود.
وقالت مصادر إسرائيلية إن السفينة كان على متنها ثلاثة آلاف قذيفة صاروخية وقذائف هاون و300 طن من الأسلحة الأخرى, بالإضافة إلى عشرة آلاف رصاصة لبنادق أوتوماتيكية.
تلفيقات وقرصنة
وقد نفت سوريا الادعاءات الإسرائيلية بشأن السفينة، وقالت إن السفينة كانت تحمل بضائع من سوريا إلى إيران، ووصفت الموقف الإسرائيلي بأنه "تلفيقات وقرصنة وانتهاك للقانون الدولي".
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية للجزيرة إن هدف إسرائيل من هذه العملية هو صرف الأنظار عن النقاش الدائر بشأن تقرير غولدستون الخاص بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، و"محاولة لطمس جرائم الحرب التي ارتكبتها بحق المدنيين الفلسطينيين العزل خلال عدوانها على غزة".
بنيامين نتنياهو قال إن "تهريب" الأسلحة على متن السفينة "جريمة حرب" (الفرنسية)
ونقلت يونايتد برس إنترناشيونال عن مسؤول سوري آخر قوله إن العملية جزء من مخطط إسرائيلي بدأته بالحديث عن صواريخ أنتجتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يصل مداها إلى تل أبيب.
ومن جانبه قال حزب الله في بيان إنه ينفي "بشكل قاطع أي علاقة له بالأسلحة التي يدعي العدو الصهيوني أنه صادرها من على سفينة فرانكوب، في نفس الوقت الذي يدين فيه القرصنة الإسرائيلية في المياه الدولية".
وعلى صعيد آخر علم مراسل الجزيرة في القاهرة من مصادر في ميناء دمياط المصري أن السفينة لم تكن تحمل على متنها إلا مواد غذائية فرغت بعضا منها في الميناء المصري وتابعت سيرها دون أن تحمل غير ما كان على متنها.
وأشارت المصادر إلى أن السفينة دخلت ميناء دمياط في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري وغادرته في اليوم التالي