* ما حدث للأشقاء المصريين من اعتداءات سواء بالجزائر أو في الخرطوم لم يكن مفاجأة في اعتقادي وأن هذا هو ما سيتم من الإخوة الجزائريين!! وقد شاهدت وعشت وتابعت ذلك العنف الزائد وغير المبرر إبان الغزو العراقي الغاشم على بلدي الكويت وبعد قيامي والزميل والصديق فؤاد الهاشم بزيارة الجزائر في شهر سبتمبر 1990 لأجل عقد الاجتماع المقرر مع كبار رجال الصحافة والنقابة الصحافية هناك والاتفاق لعقد اجتماع في القاهرة لاتحاد الصحافيين العرب ونقل مقر الاتحاد من العراق الى القاهرة «مقره الأصلي» وبعد وصولنا الى مطار هواري بومدين انتقلنا الى فندق الجزائر «بالكاد» وبعد أن قال لنا صاحب التاكسي لا تقولا إنكما من الكويت أو من مصر.. وإذا تم سؤالكما عن جنسيتكما قولا إنكما من العراق!! وبعد أن علم الإخوة بالسفارة الكويتية بوجودنا أحضروا لنا سيارة «بالخفية» وخرجنا الى مقر سفارتنا بصعوبة بالغة وعندها «أمطرونا» بالطوب والعصي حتى أننا دخلنا السفارة عنوة ومن الباب الخلفي «السرداب» وبعد عقد الاجتماع الأول مع رؤساء التحرير الجزائريين الذين انهالوا علينا بالسب والشتائم والكلمات البذيئة اضافة الى رفضهم تسلم دعوة الاجتماع وغيرها لا مجال هنا لسرد ذلك!! عدنا ثانية الى الفندق لنجد «المفاجأة الكبرى» وهي تواجد عدد من رجال الأمن ومن أصحاب الرتب العسكرية الكبرى وهم «يقتادوننا» عنوة ويأخذون شنط ملابسنا ومن ثم اعتقالنا الى احد «المخافر» دون ابلاغ السفارة.. وتم حجزنا في غرفة صغيرة جدا!! ولولا تدخل أحد أركان السفارة الكويتية وهو الأخ خالد العتيبي الذي عرف بوجودنا بعد ذلك!! وحضر الى المخفر ولم يستطع عمل شيء!! حتى أبلغنا قائد الشرطة «بتسفيرنا» الى بغداد بناء على طلب الرئيس الجزائري السابق الشاذلي بن جديد.. ولولا قيام الحرب الجوية بين الكويت والعراق.. لكنا في خبر كان!! المهم تم تسفيرنا الى فرنسا دون سبب مقنع!! هذا شيء قليل من كثير.. وأردت في هذه السطور أن أؤكد ان ما يقوم به الإخوة الجزائريون ضد الأشقاء المصريين في الجزائر لهو شيء طبيعي جدا.. وان العنف الذي لازم الشركات المصرية والمصريين العاملين في فروع تلك الشركات أصبح شيئا عاديا عندهم!! أنا لا أتحدث في السياسة لأن مكانها ليس بالصفحات الرياضية لكنني تألمت كثيرا لما آلت إليه الطريقة السخيفة للإخوة الجزائريين ضد الجماهير المصرية في السودان وحملهم السكاكين والمطاوي وغيرها من الممنوعات بالرغم من فوزهم وتأهلهم لنهائيات كأس العالم!! وما حدث للأشقاء المصريين من اعتداءات سواء في الجزائر او الخرطوم لا يمكن أن يمر مرور الكرام.. ولابد من الحساب من الفيفا لأنه بالفعل سلوك عدائي منظم ومخطط من قبل كبار الشخصيات الرياضية الجزائرية. وأنا على ثقة أن الفيفا لن يفعل شيئاً!! ولكن على الاشقاء المصريين عدم وقوفهم موقف المتفرج وان يتحركوا بكل الطرق حتى لو وصل الأمر للانسحاب من بقية البطولات كما صرح به بعض القادة الرياضيين المصريين!! الغريب في ذلك الأمر ماذا كان يفعل الجزائريون لو أنهم خسروا المباراة وطار منهم حلم التأهل المونديالي؟! بالتأكيد كانت هناك الدبابات والطيران العسكري والصواريخ بانتظار إخواننا المصريين.. وعش رجباًَ.. ترى عجباً!!
* بدون زعل: أجزم أن ما وصلت اليه الأمور بين المنتخبين المصري والجزائري والخلافات الكبيرة التي حدثت بينهما يعود بالدرجة الأولى الى «الإعلام» بفئاته الثلاث والشحن الإعلامي الكبير.. والتراشق الذي دار قبل وبعد المباراة المصيبة.