متى يموت الرجل حياً

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الرجل كيان إنساني خلقة الله و أحسن خلقه و جعل فيه الكثير مما نعلم و لا نعلم من صفات و خصائص و هبه
إياها الباري ليستطيع أن يجاري هذة الحياة التي خلقها الله عز و جل و هو العالم بطبيعتها و صعوبتها و لذا تفضل
على الرجل بهذة الخصائص حتى يتمكن من خوض غمار هذة الحياة .

فهلا قرأت عن نفسك حتى تعلم من أنت أية الرجل ففيك من الصفات ما لا تعلم كما لا أعلم ... تفضل معي ...

يموت قهراً ... يموت ظلماً ... يموت مغلوباً على أمره....

متى ...

في وقت ... يفوق الوضع قدرته ...

حينما ...

يرى و لايستطيع الحراك و لا التغيير بالأمر ...

عندما ...

يفرض الواقع عليه نفسه ...

في لحظات ...

يصبح الأمر من مسلمات الحياه ...

فيموت داخله رجل و يحيا به آخر ...

يموت به كيان و يحيا داخله طموح ...

يموت من لا يستحق العيش في ذمنه ...

فإن مات الخير و أن مات الشر فكلاهما لا يستحق العيش ...

و هنا الرجل هو من يتقبل النعّي من نفسه فقط ...

فالرجل يموت و لا أحد من حولة يعلم عن وفاته ....

فيكون هو المصلي ... و المشيع .... و الضحيه ...

فيا لها من جنازة غريبة لم نرى لها مثيل

فيدفن الضحيه بينه و بين نفسه ...

ذالك رجل يبتسم و عيناه مغرورقه بالدموع ...

و يبتسم و هو في قمة حزنه ...

عظيمَ أجرك يا من مت حيا ً...

يموت داخلك رجل و تصنع آخر ...

فما أعظم خالق الذي أبدع صنعك

لقد أبحرت بالعمق كثيراً ...

فالميت يدفن ...

و الجنازة لا ترى للعيان ...

و لكنك تضل ذكرى للذاكرين