أكدت الفنانة التونسية هند صبري أن زيارتها مؤخرا إلى رام الله كانت إنسانية، نافيةً أن تكون تنتمي إلى حزب سياسي أو قامت بها بهدف السياسة.
وقالت هند: "أنا إنسانة ليس لي علاقة بالكلام الكبير والسياسة، فأنا لا أنتمي إلى حزب ولست مسيَّسة، وزيارتي إنسانية. أنا بني آدم عايز يعرف ويشوف بني آدمين من لحمه ودمه ولكن صارت بيننا مسافات"، وذلك بحسب صحيفة "اليوم السابع" المصرية. وعن اللحظة التي اتخذت فيها قرار السفر وعدم خوفها من الهجوم الذي قد تتعرض إليه، قالت: "تلقيت الدعوة منذ شهرين وأكثر، كلمة صغيرة وقعت عليها عيناي بمجرد أن فتحت الدعوة؛ "نحن ندعوك لرسم البهجة على وجه شعب فلسطين، شعرت ساعتها أن قلبي وجعني... وسألت نفسي بعد أن أنهيت قراءة تلك الجملة، ما الذي أفعله؟".
وأضافت الفنانة التونسية: "قلت لنفسي أيضا أنا شخص أعطاه ربنا الشهرة، وأصبح يملك قدرا من المسئولية والمصداقية ماذا أفعل بتلك الهدية؟ هل أتجاهلها؟ هل أكتفي فقط بالوقوف أمام الكاميرات وارتداء الفساتين؟ الفن والفنان لا يجب أن يُختزل في ذلك، خصوصا أن الفلسطينيين من أكثر الشعوب معاناةً في المنطقة؛ فهم شعب مسجون ومكبل".
وحول عدم خوفها من الزيارة والهجوم المتوقع من البعض عليها، خصوصا أن هناك الكثير من الفنانين الذين ذهبوا هناك تعرضوا لحملات إعلامية، قالت هند بحماس: "ما زلت مُصرّة على أنني فنانة عربية عليها أن تنفعل وتتفاعل مع قضايا أمتها، فما بالكم بالقضية الفلسطينية؟ ولن أعمل نفسي شجاعة وأقول لم أخف، طبعا خفت وخشيت من رد فعل البعض، ولكنني حسمت أمري؛ قلت أنا مش عاملة حاجة غلط، وللأسف خوفنا أصبح غير مبرر، فقد أصبح حاجزا جعل البعض يخشى الذهاب إلى هناك وتلبية دعوة المهرجان، لذلك قررت ألا أخضع لأية محاولات لترهيبي".
وعما إذا كنا نحتاج إلى إعادة تفسير لكلمة تطبيع قياسا إلى الكثير من المتغيرات أكدت بصورةٍ قاطعة: "أنا ضد التطبيع وبالنسبة لي هذا أمر مسلم به، والمعيار الحقيقي عندي هو العودة إلى حدود 67، لكن علينا أن نتعلم كيف نضايق العدو الإسرائيلي في مشروعه، فذهابنا إلى فلسطين أصبح أمرا ضروريّا، خصوصا أننا في عصر الإعلام والذي يعد معركة أخرى، فنحن نتكلم عن ناس لا يستطيعون الأكل أو الشرب، يأخذون تصريحا للمرور من شارع إلى آخر".
وعن البيان الذي أصدره مسئولو مهرجان القصبة والمثقفون الفلسطينيون لمساندتها بعد الضجة التي أثيرت حول زيارته، قالت هند صبري: "تكفيني لحظات الحب والدفء الحقيقي التي عشتها هناك، حيث فوجئت بحالة وحركة ثقافية وفنية لا تتوقف، ووجدتهم متابعين لكل أعمالي أنا وزملائي من الفنانين، وما أدهشني تلك القدرة على المقاومة والحياة، ومسئولو المهرجان شكروني وساندوني، مؤكدين أن غيرتنا على القضية الفلسطينية لن تكون أكثر منهم، وبالفعل أصدروا بيانا ونشروه ببعض الجرائد والمطبوعات الفلسطينية".
وأضافت "يكفي أن الكثير من الرسائل وصلتني من هناك تؤكد لي أن زيارتي كانت شيئا مهما بالنسبة لهم، وأنني بالفعل نجحت في رسم البهجة، ولن أنسى أحد المعجبين الذي بكى أمامي، مؤكدا أنه يتمنى أن يرى فنانا عربيا كل يوم.. في تلك اللحظة شعرت أن هناك معنى لمهمتي".