إن ترتيب الطفل يؤثر في نشأته فالطفل الأخير في الأسرة يجد اختلافاً في معاملة الوالدين له عن بقية الإخوة والأخوات وميلاً لإطالة مدة طفولته لأن الوالدين حينئذ يكونان غالباً قد تقدم بهما السن وأصبح أملهما في إنجاب أطفال جدد محدود وفي بعض الحالات نجد أن الطفل الأخير يكون موضع رعاية خاصة وتدليل من الوالدين أو من أحدهما وهنا تدب نار الغيرة والحقد في نفوس إخوته كما يتهمون الوالدين بالتراخي في تربية الطفل وتذكرنا أمثال هذه الحالات بقصة نبي الله يوسف عليه السلام وما تعرض له من إيذاء نتيجة لإيثار والديه له بالعطف الزائد لذا يبدو أن فرص إقامة تكيف اجتماعي للطفل الوحيد محدودة إن دراسة سلوك الطفل الوحيد يلقي ضوءاً على مقدار ما يفتقر إليه هذا الطفل من خبرات يكتسبها لو أن له قرناء في نفس الأسرة فعن طريق المقارنة يتبين الدور الذي يقوم به التفاعل بين الإخوة والأخوات في تكوين شخصية الأطفال وفي نموهم وقد ذكر أحد الاخصائيين أربع صعوبات تواجه نمو الطفل الوحيد فهو يفتقر إلى الآخرين الذين يشاركهم ويلعب معهم كما يكون موضع عاطفة قوية من جانب الوالدين وربما يكون الوالدان من النوع القلق المضطرب البال ويترتب على ذلك أن يصبح الطفل موضع اهتمام زائد أو يحاط نموه الانفعالي بسياج يحول بينه وبين النمو الطبيعي وبسبب ما يواجهه الطفل الوحيد من صعوبات ينشأ غالباً نشأة لا تساعده على التكيف الاجتماعي فنجده عنيداً صعباً حساساً ميالاً إلى العزلة متردداً كثير الاعتماد على والديه.