الدكتور عبدالقادر الحسناوى، هو المدير الطبى الإقليمى المسؤول عن منطقة أفريقيا والشرق الأوسط بشركة جلاكسو وأحد العقول المخططة والمسؤولة عن توفير اللقاح لـ ١٢ دولة من ضمنها مصر.
«الحسناوى» أكد أنه لا خطورة تم اكتشافها حتى الآن من استخدام تقنية «الإدجوفانت» فى إنتاج الأمصال، موضحاً- فى حواره مع «المصرى اليوم» أن المصل تم إعطاؤه لما يقرب من ١.٥ مليون مواطن أوروبى فكيف يمكن لأحد التشكيك فيه وقد حصل عليه هذا العدد، مع الحرص الكبير الذى توليه الدول الأوروبية على صحة شعوبها.
■ بداية هناك تخوف من تقنية «الإدجوفانت» واتهامات بأنها ستسبب قائمة من الأمراض لمن سيحصل على المصل؟
- دعنى أخبرك أن «الإدجوفانت» هو عبارة عن محفز للجهاز المناعى بالجسم، وقد تم استعماله لعشرات السنين فى عدد آخر من اللقاحات ولطالما كان آمناً، وإذا كانت هناك ملاحظات عليه من قبل فالتطور التكنولوجى جعلنا نتوصل لأنواع أكثر فاعلية وأماناً.
■ لكن الحديث الآن حول تضمنه مواد خطرة مثل الزئبق ومواد قد تسبب أمراضاً أكثر خطورة من أنفلونزا الخنازير نفسها؟
- هذا غير صحيح فكل المواد المستخدمة تم استعمالها فى أمصال وأدوية أخرى، ولم تتسبب فى شىء، ولم يثبت أنها تسببت فى أعراض خطيرة.
■ إذن ما المواد المستخدة فى «الإدجوفانت»؟
- فيتامين «E» والأسكوالين ومواد أخرى.
■ ألا توجد خطورة من استخدام «الأسكوالين»؟
- «الأسكوالين» مادة موجودة فى جسم الإنسان والحيوان، وحتى فى النباتات ولم يتسبب استعمالها فى «الإدجوفانت» فى أى مضاعفات أو آثار سلبية على المرضى، ولم يثبت أن استعمالها تسبب فى أى أعراض خطيرة.
■ لكن يقال إن استخدام «الإدجوفانت» جاء لتقليل عدد من يتم إجراء الاختبارات عليهم وتقليل مراحل الاختبارات؟
- بالعكس لقد أجرينا اختبارات على ٤٠ ألف مواطن، فى تطوير «H٥NI»، الذى يحتوى على نفس «الإدجوفانت»، وتم تطوير المصل على أساس نتائج تلك الاختبارات، ولم تثبت أى أعراض جانبية، وكلها كانت أعراض عادية كما تجرى حالياً دراسات مماثلة على قدم وساق على «H٥NI».
■ لماذا طورتم لقاحاً مبنياً على «H٥NI» ؟
- كان من الضرورى تطوير لقاح نموذجى نعمل على أساسه، فإذا انتظرنا تطور الفيروس سنجرى أبحاثا قد تصل لـ١٥ شهراً، ثم ننتظر تطوراً كاملاً للفيروس للبدء فى العمل، وهذا يتطلب وقتاً طويلاً وتظهر نتائجه متأخرة، وهذا بالطبع لا يتناسب مع سرعة انتشار وتطور الـ«H٥NI» .
■ إذا كان «الإدجوفانت» ليس للإسراع بتطوير اللقاح ما هى فوائده إذن؟
- كمية مضاد الفيروس «الفيروس بعد إضعافه» التى كنا سنستخدمها إذا لم نلجأ للإدجوفانت، تقدر بـ١٥ مللى جرام للجرعة الواحدة، أما فى حالة الاستعانة بالإدجوفانت نستخدم ٣.٧٥ ميكوجرام من مضاد الفيروس، وهذا يعنى إنتاج كميات أكبر من المصل، وبسرعة أعلى حتى يمكننا إنقاذ أكبر عدد ممكن من البشر.
فمن ضمن فوائد استخدام المادة المحفزة أن الفيروس معروف بسرعة تحوره وتطوره والمادة المحفزة تعمل على زيادة قدرة المصل والجهاز المناعى للجسم على استيعاب بعض التغيرات التى تحدث للفيروس، ويمكن للمصل التعامل معه ومقاومته التغير الحادث فى الفيروس.
■ ننتقل إلى مواعيد توفير الأمصال للدول المتعاقدة معكم؟
- كل المواعيد تقريبية، والشركة ملتزمة بتوزيع ما تنتجه من أمصال كلما توافرت لديها على حسب الكمية المتعاقد عليها مع كل دولة.
■ ولماذا لا تعلنون عن خططكم وتفاصيل اتفاقاتكم وتعاقداتكم مع الدول؟
- علاقاتنا مع الدول قائمة على تبادل المعلومات، ونحن لا نسمح لأنفسنا بالحديث عن شىء إلا إذا طلبت منا الحكومات ذلك.
■ كم دولة فى منطقة الشرق الأوسط تعاقدت معكم؟
- تعاقدنا مع ١٢ دولة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما لدينا تعاقدات مع ما يزيد على الـ٤٢ دولة على مستوى العالم، ونحن مسؤولون أمام تلك الدول عن ضمان جودة تصنيع اللقاح الذى نورده.
■ هل تعاقدتم مع مؤسسات تجارية أو أفراد من العاملين فى هذه السوق؟
- بالطبع هناك مؤسسات طلبت المصل والعالم فى مواجهة وبناء سريع الانتشار ومواجهة الوباء مسؤولية الحكومات، وبالتالى نحن لا نقوم بذلك فى الوقت الحالى، لأنه لا يمكن الاتجار بالمصل مع غير الحكومات.
■ بصراحة ألا تخشى من ظهور أعراض جانبية خطيرة فى المستقبل؟
- الاختبارات التى أجريناها خلال السنتين الماضيتين تدعو للاطمئنان.. ولا يوجد ما يدعو للتخوف.. وحتى الآن مستوى السلامة والأمان إيجابى.
■ فى حالة ظهور أى أعراض من التى نسمع عن خطورتها ماذا تفعلون؟
- الحكومات ومنظمة الصحة العالمية والشركات اتفقت جميعها على متابعة كل شىء وتبادل المعلومات بدقة وشفافية، وإذا ظهر أى عارض يتم اتخاذ القرار العلمى المناسب.
■ ما المدة التى تحدث فيها المناعة الكافية بعد التطعيم باللقاح؟
- ٢١ يوماً لأن كل الدراسات الحالية قامت بأبحاثها بعد ٢١ يوماً، ووجدت أن المناعة قد تكونت بشكل إيجابى عندئذ. من الممكن أن تكون المدة أقل من ذلك ولكن ليس لدينا دراسات فى الوقت الحالى، فالدراسات المتوفرة فى الوقت الراهن تثبت أن ٢١ يوماً هى الفترة التى ثبت فيها وجود وقاية لإحداث ردة فعل مناعية عالية قبل تعاطى الجرعة الثانية، وقد يتطور الموقف مستقبلاً وتتقلص المدة الزمنية لأقل من ٢١ يوماً بين الجرعتين، كما أن لدينا الآن تجربة فى أوروبا لأكثر من مليون و٤٠٠ ألف شخص، والمتابعات الحالية نتائجها تدعو للاطمئنان.