دعت وزارة الخارجية المصرية أمس وسائل الإعلام في مصر والجزائر إلى تجنب “الاستفزاز” في تغطيتها لاستعدادات مباراة السبت المقبل بين المنتخبين على بطاقة التأهل إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة في بيان إن هناك رغبة جزائرية-مصرية مشتركة في تهدئة الأجواء قبل مباراة منتخبي البلدين، وأضاف البيان أن ما يحدث في التنافس الرياضي أياً كانت حدته لن يؤثر على العلاقة الثنائية المميزة بين الشعبين والبلدين، وحذر من أن انحراف البعض عن أدوات التنافس السوي يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية وهو ما تسعى وزارة الخارجية لإجهاضه واحتوائه.
واعتبر البيان أن الإعلام الرياضي في البلدين يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الإطار وينبغي أن يضطلع بها بشكل جيد بما يخدم الرابطة الوثيقة بين البلدين وليس بما يصب في اتجاه تأجيج خلافات بعيدة عن الروح الرياضية. ودعا المتحدث جميع العاملين في الحقل الرياضي والمجال الإعلامي، سواء في الجانب المصري أو الجانب الجزائري إلى تغليب الهدوء في تغطيتهم المتعلقة بالإعداد للمباراة وعدم اللجوء إلى استفزاز الجانب الآخر بأمور تمس الحس الوطني للجماهير وهو أمر غير مقبول وغالباً ما تكون له عواقب سيئة.
من جانبه، أكد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، أن مصر اختارت السودان في حالة اللجوء إلى مباراة فاصلة بين المنتخبين المصري والجزائري بعد لقائهما السبت المقبل في تصفيات أفريقيا المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، لسهولة دخول الجماهير المصرية إلى السودان. وأشار زاهر إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” سيجري اليوم القرعة لتحديد الدولة التي تقام على أراضيها المباراة بعد أن تم اختيار تونس من قبل الجانب الجزائري، وأكد هاني أبو ريدة عضو المكتب التنفيذي بـ”الفيفا” الموجود حاليا في فرنسا لأعمال خاصة أن الاتحاد الدولي سيعلن خلال ساعات الدولة التي تستضيف المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر إذا ما فازت الأولى بفارق هدفين.
من جانب آخر، يصل غداً منتخب الجزائر قادما من إيطاليا على متن طائرة خاصة، ويضم الوفد 57 شخصاً، سيقيم في أحد الفنادق القريبة من مطار القاهرة. وكانت اللجنة التحضيرية للمباراة قد عقدت اجتماعاً موسعاً، وطالبت الحضور في بيان صدر عن اتحاد الكرة بعدم توجه أي فرد إلى الاستاد دون أن يحمل تذكرة وعدم طرح تذاكر للبيع في نفس يوم المباراة وحظر البيع بمنطقة الاستاد وفتح أبوابه أمام الجمهور في الثالثة عصراً، وتخصيص مدرجات الدرجة الأولى العلوية للجمهور الجزائري.
وأكد البيان على التزام اتحاد الكرة بالسعة الرسمية للاستاد والتي تقدر بـ 64 ألف تذكرة مع تخصيص ثلاثة آلاف مكان لرجال الأمن الذين يتولون تنظيم اللقاء والفصل بين درجات الاستاد وتأمين مشجعي الجزائر.
وبدأت بعض الصحف المصرية والجزائرية في محاولات لتهدئة الأجواء قبل أيام قليلة من المواجهة العصيبة المثيرة بين منتخبي البلدين، لكن الغالبية العظمى من الصحف ووسائل الإعلام في البلدين ما زالت تضرم نار الفتنة بين أحفاد الفراعنة ومحاربي الصحراء قبل هذه المواجهة.
وفي الوقت الذي تبذل فيه بعض المحاولات من الطرفين لتهدئة الوضع خاصة أن أي شرارة للشغب في هذا اللقاء بين مشجعي الجانبين وربما بين اللاعبين داخل المستطيل الأخضر قد تتحول إلى كارثة لا يعرف أحد إلى أي مدى سيصل تأثيرها على جميع المستويات السياسية والشعبية والرياضية، ما زالت بعض وسائل الإعلام في البلدين تثير الفتنة بين الجانبين.
ووصلت الحرب الإعلامية بين الطرفين إلى ذروتها على مدار الأيام الماضية حتى تحولت مباراة السبت المقبل من مجرد مواجهة رياضية يجب فيها توافر الروح الرياضية واللعب النظيف إلى معركة حربية يزيدها الإعلام المصري والجزائري ضراوة.
وذكرت صحيفة “البلاد” الجزائرية قبل أيام أن هناك مؤامرة من قبل مشجعي مصر تعتمد على تسلل عدد من مشجعي المنتخب المصري إلى المدرجات الخاصة بمشجعي الجزائر لإثارة الشغب وقذف الصواريخ وإظهار المشجعين الجزائريين بصورة سيئة، فيما ذكرت صحيفة “الهداف” الجزائرية على لسان جوزيه الذي يحظى بشعبية طاغية لدى مشجعي كرة القدم في مصر أنه يتوقع خسارة المنتخب المصري وتأهل الجزائر لنهائيات كأس العالم.
أما صحيفة الشروق فعلى الرغم من بعض محاولات الإثارة التي شنتها عقب فوز مصر على زامبيا والجزائر على رواندا في الجولة الخامسة من التصفيات وتعقد الحسابات، لجأت الصحيفة مؤخرا إلى بعض محاولات التهدئة لكن على ما يبدو أن هذه المحاولات لن تجدي في ظل “الهياج” الإعلامي من باقي الوسائل.
في المقابل، لم تكن الحال أفضل في وسائل الإعلام المصرية حيث دأب المحللون ومقدمو البرامج في القنوات الفضائية العديدة مثل “مودرن” و”دريم” على إثارة التعصب من خلال المطالبة بالرد على الجانب الجزائري بفوز ساحق يقضي على معنويات الجزائريين تماما.
وأصبحت الانتقادات العنيفة هي الرد المنتظر على أي موجة للتهدئة ولذلك لم يكن غريبا أن يتساءل مواطن ومشجع مصري في مداخلة هاتفية ببرنامج يقدمه لاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق خالد الغندور على قناة “دريم” عن جنسية وديانة أحمد شوبير حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر سابقا والذي يقدم برنامجا آخر على قناة “الحياة”.
واتهم كثيرون شوبير بالتواطؤ والخيانة لمجرد محاولات التهدئة في برنامجه.
وانتقلت حمى الإثارة الإعلامية بشكل مقيت من الشاشات وصفحات الجرائد والمجلات إلى اللافتات التي يحملها المشجعون في الاستاد وهو ما وضح من خلال بعض العبارات الثأرية التي حملتها اللافتات خلال مباراة ودية بين المنتخبين المصري والتنزاني قبل أيام.
وعلى الرغم من الزيارة التي قام بها محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري إلى اتحاد الكرة المصري والجلسة التي عقدها مع مسؤولي الاتحاد لتأكيد مشاعر الأخوة بين البلدين وبين مسؤولي اللعبة في الجانبين لم تفلح هذه المحاولة في إخماد النار التي تُضرم تحت الرماد انتظارا لمواجهة السبت المقبل. كما لم تفلح محاولات سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري للعبة ومسؤولي الرياضة في مصر لتهدئة الأوضاع في ظل حرية الصحافة والإعلام واستمرار الكثيرين في إشعال نار الفتنة.
قدامى نجوم مصر يقدمون "خريطة العبور"
القاهرة (ا ف ب) - قدم نجوم سابقون في المنتخب المصري لكرة القدم "خريطة عبور" منتخبهم في مباراته مع نظيره الجزائري السبت المقبل ضمن منافسات المجموعة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010.
وقال مصطفى يونس مدرب منتخب 1991 ولاعب الأهلي ومنتخب مصر السابق إن الفريق المصري: "قادر على الفوز على الجزائر بأي تشكيلة لأنه يمتلك لاعبين أصحاب خبرة ما يؤهله إلى الفوز والتأهل إلى جنوب أفريقيا"، مضيفاً: "أن المنتخب المصري أقوى من الجزائري بفضل مجموعة من اللاعبين القادرين على تحطيم خطط الجزائر الدفاعية والهجومية".
من جهته، أعتبر طارق يحيي المدير الفني لفريق الإنتاج الحربي ولاعب الزمالك ومنتخب مصر السابق أن "فرصة مصر كبيرة في الفوز على الجزائر والوصول إلى النهائيات إذا حافظ اللاعبون على هدوئهم والتركيز في الفوز أولاً والتفكير في مضاعفة الأهداف ثانياً، وعدم التسرع في إنهاء الهجمة للاستفادة من أنصاف الفرص".
لاعب الزمالك والمنتخب السابق طه بصري أوضح أن الجهاز الفني "يدرك تماماً أهمية وخطورة المباراة ووضع الخطة اللازمة لعبور هذا المأزق رغم قوة الفريق المصري وأحقيته في الوصول إلى نهائيات كأس العالم كأحسن فريق في أفريقيا والذي يضم بين صفوفه عصام الحضري أفضل حارس مرمى ومحمد أبو تريكة وحسني عبد ربه أحسن صانعي ألعاب بالإضافة إلى قوة أحمد فتحي ومحمد بركات وأحمد حسن"، مضيفاً: "لكن أطلب من الجماهير المساندة القوية وعدم استعجال اللاعبين في إحراز الأهداف حتى لا يخرجوا عن تركيزهم"